بلمختار ومرض السرطان
إعداد: محمد الجويري
علمونا ألا نصدق الكلام حتى ولو كان حقيقة من كثرة النفاق السياسي الذي يمارس على الشعب.
قبل يومين صرح وزير التعليم السيد بلمختار عبر جريدة الصباح أن 6000 حجرة بنيت بمواد تسبب السرطان,وقبلها بيومين تحدث عن خزعبلات الأساتذة.خرجات إعلامية للسيد الوزير محسوبة بالزمن والتوقيت,لكن غاب عن بال بلمختار أن السرطان كان موجودا بالوزارة منذ سنين ولم يتم إيقافه عبر بثر الأجزاء الفاسدة,بل ظل السرطان ينتشر وينتشر حتى انتقلت عدواه إلى الأساتذة والتلاميذ.الحل في رأي السيد الوزير هو هدم الحجرات للقضاء على سرطان التعليم عبر نسفه من الأساس.هدم 6000 حجرة تعلم فيها تلاميذ هم أساتذة اليوم بصحة وعافية ويبذلون الكثير من العطاء في سبيل النهوض بالتعليم العمومي الذي يدركون أنه يتعرض لمؤامرة عبر برامج تعليمية لا ترقى لتطلعات التلاميذ والأستاذ على حد سواء هنا يكمن السرطان الحقيقي يا سيادة الوزير,كم من البرامج التي جربت في أبناء الشعب والتي كلفت أموالا طائلة بدءا بالتعليم بالأهداف ثم المخطط الاستعجالي كلها مخططات فشلت واليوم التعليم بالكفايات الذي ربما سيتم الإعلان عن فشله ومن تم البحث عن مخططات جديدة بميزانيات جديدة ,الضحية في كل ذلك التعليم العمومي الذي أصبح حقل تجارب للعديد من الوزراء الذين مروا بوزارة التعليم.هنا السرطان الحقيقي الذي يجب معالجته "بالكيماوي" على الأقل حتى لا ينخر الجسم كله أما الأستاذ فقول الشاعر يكفيه لقاحا "كاد المعلم أن يكون رسولا"لكن الحملة المسعورة على الأستاذ بالحط من قيمته وتحميله فشل التعليم هو قصد أصبح يتعرض له الأساتذة حتى تطاول عليهم بعض من التلاميذ ممن لا يقدرون قيمة حامل رسالة التعليم.هنا يكمن السرطان يا سيادة الوزير,صحيح أن هناك بعض المسؤولية على أساتذة من أصحاب الضمير الميت لكن لا يجب أن نضع كل البيض في سلة واحدة.أما التلاميذ فطموحهم أكبر من سرطان الحجرات ,تراكماتهم الفقر والبطالة أكبر جرعة يمكن استعمالها كمضاد لجرثومة السرطان.شكرا يا سيادة الوزير على المعلومة ,شكرا على خوفكم على شركاء التعليم ومحور التعليم من سرطان الأقسام.لكن الاستئصال يا سيادة الوزير يبدأ من العضو الفاسد ووزارتكم مصابة بالسرطان من الداخل في حاجة لمضادات كميائية فعالة قبل الانتقال إلى الأعضاء الأخرى التي ما تزال بخير.
هدم الأقسام لن يغير من الموضوع المتعلق بفساد التعليم العمومي الذي يتعرض لمؤامرة ابتدأت بالحلول الترقيعية وستنهيها وزارة بلمختار بهدم الأقسام,ربما لن يتفق معي السادة الأساتذة والإخوة التلاميذ في القول اتركوا القاعات على حالها بذل الهدم قوموا بإصلاح التعليم عبر برامج ناجعة تخدم الأستاذ والتلميذ واتركونا نواجه سرطان الأقسام الذي واجهناه ونحن صغار ونواجهه ونحن كبار بسلاح العلم بالعطاء المتواصل بالإخلاص في أداء الرسالة عندها لن يخاف الأستاذ والتلميذ من مواجهة سرطان وزارة التعليم.
لكن الأسئلة التي تطرح وتنظر الجواب من بلمختار هو كيف سيتم الهدم يا سيادة الوزير وماهي نوعية الأقسام المستهدفة؟وماذا عن أقسام هي نفسها آيلة للسقوط؟هل نهدم أقسام ممن هم في الجبال والذي تنفسوا الصعداء ببناء قسم على الأقل قلص عنهم البعد؟أم أنه سيتم هدم أقسام بالبوادي والسهول ليحرم التلاميذ من حق هم محرومون منه أصلا؟ما الزمن والتوقيت الذي سيتم فيه الهدم؟ومتى سيتم البناء أم أن الوزارة فكرت في نشر خيام للتدريس على غرار اللاجئين.؟
يجب أن نفكر بعمق قبل أن نحكم,التنمية والإصلاح يتم من القاعدة,ولكن القوانين والبرامج تأتي من الفوق ,بمعنى أن القضاء على السرطان يجب أن يتم استئصاله من الهرم .وإن شئتم التنوير أكثر سيادة الوزير من بنى هذه الأقسام؟من المسؤول عن المراقبة عندما كانت هذه الاقسام في طور الانجاز؟من الجهة المخاطبة في حال أصيب أستاذ أو تلميذ لا قدر الله؟
عموما الله "يحفظ لينا أساتذتنا وتلامذتنا وتعليمنا العمومي من سرطان أقسامنا "كما تفضل السيد الوزير بلمختار.
لا تعليقات في " بلمختار ومرض السرطان "