الخبز قبل الديموقراطية
تظاهر اليوم العديد من عمالة ابن جرير الذين يشتغلون بالمدينة الخضراء.ليست المرة الأولى لكن ماهي الأسباب الموضوعية و الذاتية التي دفعت هذه الشريحة إلى التظاهر؟.
أكيد أن حق الشغل يكفله الدستور هذا من الناحية القانونية,ولكن هناك ما يسمى بروح القانون عندما يحتاج الإنسان إلى الخبز,إلى الشغل باعتباره تحقيق لشخصية الفرد ,وتحقيق لحريته وفردانيته.
يتظاهر الإنسان عندما يصبح مجرد كائن بيولوجي,داخل أسرة تقوم بالانجاب فقط,عندما تحرم أسرة كاملة من حقوق العيش الكريم,هنا يجب أن نسجل خروج الشغيلة إلى الشارع دون وعي للعواقب,لأن فقدان الشغل نفي للحرية.هذه هي الأسباب الموضوعية.
أما الأسباب الذاتية هو حرمان المواطن المحلي من الاستفادة من خيرات المنطقة,من مشروع التنمية المحلية التي تشهدها المنطقة,كيف يمكن الحديث عن الجهوية الموسعة في ظل الاقصاء؟.
لا يمكن أن نغفل طبعا بأن ملف التشغيل والبطالة هو قضية وطنية,لكن هناك مفارقة ذات بعدين تطرح أكثر من تساؤل:هناك تنمية تعتبر نموذجا بالنسبة لباقي الأقاليم,لكن في نفس الوقت هناك مظاهرات تطالب بالشغل,أين الخلل إذن؟.
بغض النظر عن الأسباب التي يدعى فيها المتظاهرون,بان مقاولات المدينة الخضراء وعدتهم بالعودة إلى العمل,لمدة ثلاثة أشهر لكن تم جلب عمالة في إطار قرابة حسب ما يدعونه,إلاأن هناك أسباب أخرى تتعلق بالشغيلة المحلية والتي تذهب فيها مجموعة من الآراء إلى أن سبب الإقصاء ناتج عن تخادل وتماطل العمالة المحلية في الشغل مما يعطل برنامج المقاولة المحدد بتواريخ وقوانين شراكة.
ربما يكون هذا الطرح يحتمل الخطأ أو الصواب,لكن ما يمكن أن نسجله كتحليل سوسيولوجي وتاريخي,هو أن عقلية الرحامنة مرت بمراحل وفترات تراكم أفرزت عقلية اليوم,يجب أن نعرف أن تاريخ الرحامنة تاريخ صراع قبلي,انعكس على شخصية الرحماني بحيث لا يأبى الخضوع وهذا ما وقع مع المخزن أيام ما يسمى"بالسيبة"التي تم فيها كسر شوكة الرحامنة بقوة السلاح والبقية يعرفها الرحامنة.ما يهمنا أن هذا التاريخ تم توريثه للجيل الحالي,الذي يتعامل بعقلية"مول البلاد"مما يجعل الشخص الرحماني يتعامل بمنطق السلطة التي تفقده التركيز على العمل وتنمية منطقته.لكن هذا لا يجعلنا نغفل فئة أخرى ممن حرموا من العمل ,انساقوا مع العينة الأخرى التي تحدثنا عنها,هذه الفئة لا يهمها سوى لقمة العيش ,لا يعرفون طريق لسياسة ولا لديموقراطية سوى إرضاء أفواه تنتظر عرق يوم من العمل الشاق.
حاولنا في هذا الشق التاريخي التقرب من العقلية الرحمانية وإلقاء نظرة عليها,لكن ما هو الجواب عن السؤال المطروح بخصوص علاقة التنمية المحلية بالشغيلة؟
إن المتتبع لحجم التنمية يتفاجئ لمظاهرة تطالب بالشغل.هل المسألة هي الأخرى لها علاقة بالطاقة والكفاءة كما تحدثنا عنها في مقال سابق؟أم أن الأمر لا يعدو مجرد شغيلة عادية"حوفارة"ليس بينهم أصحاب "ديبلومات" ممن هم مطلوبين لدى رجال الأعمال؟ولكن إن يكن الأمر كذلك فهي فئة نشيطة لا تطلب أكثر من لقمة خبز وتنتهي المظاهرات.يبدو أن إقصاء المقاولة المحلية ساهم في خلق الوضع المتأزم,والتي فضلت مغادرة الإقليم للمساهمة في تنمية أقاليم أخرى,على الأقل أن المقاول المحلي سيستمر في تشغيل أبناء المنطقة حتى عند انتهاء المشروع تحت بند ما يسمى بالتتبع,هذا فضلا على أن جل المسؤولين يفضلون مقاولة القرب لأنهم يجدونها كلما طلبوها قريبة منهم.ربما يتساءل البعض بأن المقاولين المحليين غير مؤهلين ماديا ومعنويا,لكن ماذا عن مقاولين تم منحهم مشاريع هم الآن بالسجن بسبب نقص السيولة ,والمشروع متوقف في انتظار تدخل السلطات من أجل إلغاء المروع وتفويته لأخر.
يجب أن نصبر على العمالة المحلية لأنها عاشت الحرمان والذل والغربة عن المنطقة,وعندما عادت الروح إلى المنطقة,لم يستطع الرحماني أن يستوعب ذلك لأنه لم يتعود بعد,فاختار أقصر الطرق بأن يتدلل في العمل لعله يحس ويسترجع ما فقده لسنين خلت والتي ما فتئت تتنعم بها جاراتها من الأقاليم الأخرى.تحدثنا عن قيمة التكوين والعمل الجمعوي لما له من دور فعال في توعية المواطنين بقيمة وحجم المشاريع المنجزة بالمنطقة,يبدو أن المجتمع المدني المحلي على عاتقه مسؤولية كبيرة في خلق مواطن رحماني مندمج ومنتج وفعال يعرف قيمة العمل المحلي واسهاماته في تنمية قدراته الذاتية والعقلية وحتى المعرفية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
إذن المسألة ليست مسألة سياسة وانتخابات وكذا...وكذا بقدر ماهي تفهم لعقلية مسالمة تطالب بالخبز لا أقل ولا أكثر,بعيدة عن العصبية والقبلية المذكورة آنفا,يجب على المسؤولين المحليين البحث عن الداء وتشخيصه في إطار خطة بعيدة المدى تجنب الإقليم الوقوع في هكذا مشاكل ,حلول تشاركية تتطلب حوار محلي لكل الفاعلين ,حتى لا نبقى نطرح نفس السؤال الذي يثير الغرابة بين تنمية في خط تصاعدي وعمالة في خط تنازلي.
أكيد أن حق الشغل يكفله الدستور هذا من الناحية القانونية,ولكن هناك ما يسمى بروح القانون عندما يحتاج الإنسان إلى الخبز,إلى الشغل باعتباره تحقيق لشخصية الفرد ,وتحقيق لحريته وفردانيته.
يتظاهر الإنسان عندما يصبح مجرد كائن بيولوجي,داخل أسرة تقوم بالانجاب فقط,عندما تحرم أسرة كاملة من حقوق العيش الكريم,هنا يجب أن نسجل خروج الشغيلة إلى الشارع دون وعي للعواقب,لأن فقدان الشغل نفي للحرية.هذه هي الأسباب الموضوعية.
أما الأسباب الذاتية هو حرمان المواطن المحلي من الاستفادة من خيرات المنطقة,من مشروع التنمية المحلية التي تشهدها المنطقة,كيف يمكن الحديث عن الجهوية الموسعة في ظل الاقصاء؟.
لا يمكن أن نغفل طبعا بأن ملف التشغيل والبطالة هو قضية وطنية,لكن هناك مفارقة ذات بعدين تطرح أكثر من تساؤل:هناك تنمية تعتبر نموذجا بالنسبة لباقي الأقاليم,لكن في نفس الوقت هناك مظاهرات تطالب بالشغل,أين الخلل إذن؟.
بغض النظر عن الأسباب التي يدعى فيها المتظاهرون,بان مقاولات المدينة الخضراء وعدتهم بالعودة إلى العمل,لمدة ثلاثة أشهر لكن تم جلب عمالة في إطار قرابة حسب ما يدعونه,إلاأن هناك أسباب أخرى تتعلق بالشغيلة المحلية والتي تذهب فيها مجموعة من الآراء إلى أن سبب الإقصاء ناتج عن تخادل وتماطل العمالة المحلية في الشغل مما يعطل برنامج المقاولة المحدد بتواريخ وقوانين شراكة.
ربما يكون هذا الطرح يحتمل الخطأ أو الصواب,لكن ما يمكن أن نسجله كتحليل سوسيولوجي وتاريخي,هو أن عقلية الرحامنة مرت بمراحل وفترات تراكم أفرزت عقلية اليوم,يجب أن نعرف أن تاريخ الرحامنة تاريخ صراع قبلي,انعكس على شخصية الرحماني بحيث لا يأبى الخضوع وهذا ما وقع مع المخزن أيام ما يسمى"بالسيبة"التي تم فيها كسر شوكة الرحامنة بقوة السلاح والبقية يعرفها الرحامنة.ما يهمنا أن هذا التاريخ تم توريثه للجيل الحالي,الذي يتعامل بعقلية"مول البلاد"مما يجعل الشخص الرحماني يتعامل بمنطق السلطة التي تفقده التركيز على العمل وتنمية منطقته.لكن هذا لا يجعلنا نغفل فئة أخرى ممن حرموا من العمل ,انساقوا مع العينة الأخرى التي تحدثنا عنها,هذه الفئة لا يهمها سوى لقمة العيش ,لا يعرفون طريق لسياسة ولا لديموقراطية سوى إرضاء أفواه تنتظر عرق يوم من العمل الشاق.
حاولنا في هذا الشق التاريخي التقرب من العقلية الرحمانية وإلقاء نظرة عليها,لكن ما هو الجواب عن السؤال المطروح بخصوص علاقة التنمية المحلية بالشغيلة؟
إن المتتبع لحجم التنمية يتفاجئ لمظاهرة تطالب بالشغل.هل المسألة هي الأخرى لها علاقة بالطاقة والكفاءة كما تحدثنا عنها في مقال سابق؟أم أن الأمر لا يعدو مجرد شغيلة عادية"حوفارة"ليس بينهم أصحاب "ديبلومات" ممن هم مطلوبين لدى رجال الأعمال؟ولكن إن يكن الأمر كذلك فهي فئة نشيطة لا تطلب أكثر من لقمة خبز وتنتهي المظاهرات.يبدو أن إقصاء المقاولة المحلية ساهم في خلق الوضع المتأزم,والتي فضلت مغادرة الإقليم للمساهمة في تنمية أقاليم أخرى,على الأقل أن المقاول المحلي سيستمر في تشغيل أبناء المنطقة حتى عند انتهاء المشروع تحت بند ما يسمى بالتتبع,هذا فضلا على أن جل المسؤولين يفضلون مقاولة القرب لأنهم يجدونها كلما طلبوها قريبة منهم.ربما يتساءل البعض بأن المقاولين المحليين غير مؤهلين ماديا ومعنويا,لكن ماذا عن مقاولين تم منحهم مشاريع هم الآن بالسجن بسبب نقص السيولة ,والمشروع متوقف في انتظار تدخل السلطات من أجل إلغاء المروع وتفويته لأخر.
يجب أن نصبر على العمالة المحلية لأنها عاشت الحرمان والذل والغربة عن المنطقة,وعندما عادت الروح إلى المنطقة,لم يستطع الرحماني أن يستوعب ذلك لأنه لم يتعود بعد,فاختار أقصر الطرق بأن يتدلل في العمل لعله يحس ويسترجع ما فقده لسنين خلت والتي ما فتئت تتنعم بها جاراتها من الأقاليم الأخرى.تحدثنا عن قيمة التكوين والعمل الجمعوي لما له من دور فعال في توعية المواطنين بقيمة وحجم المشاريع المنجزة بالمنطقة,يبدو أن المجتمع المدني المحلي على عاتقه مسؤولية كبيرة في خلق مواطن رحماني مندمج ومنتج وفعال يعرف قيمة العمل المحلي واسهاماته في تنمية قدراته الذاتية والعقلية وحتى المعرفية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
إذن المسألة ليست مسألة سياسة وانتخابات وكذا...وكذا بقدر ماهي تفهم لعقلية مسالمة تطالب بالخبز لا أقل ولا أكثر,بعيدة عن العصبية والقبلية المذكورة آنفا,يجب على المسؤولين المحليين البحث عن الداء وتشخيصه في إطار خطة بعيدة المدى تجنب الإقليم الوقوع في هكذا مشاكل ,حلول تشاركية تتطلب حوار محلي لكل الفاعلين ,حتى لا نبقى نطرح نفس السؤال الذي يثير الغرابة بين تنمية في خط تصاعدي وعمالة في خط تنازلي.
لا تعليقات في " الخبز قبل الديموقراطية "