الأصالة والمعاصرة في تحد جديد أمام الاتحاد الاشتراكي بالرحامنة
محمد الجويري
قبل أيام خلت نظم حزب البيجدي لقاء تواصليا مع مناصريه بابن جرير,عبر قراءات سيميولوجية متعددة ومن زوايا مختلفة كاللباس الذي حضر به السيد الوزير مصطفى الخلفي الذي ينم عن الشعبوية والقرب من الشعب,وهذا ما زكاه خطاب السيد الوزير الذي حاول طرح منجزات الحكومة مركزا بشكل أساسي على الأرامل والمرضى والطلبة,لكن في ظل هذه الاستمرارية برز إلى الساحة المعطلون بالمنطقة والذين من المفروض أنهم التقوا مع السيد الوزير من أجل شرح قضيتهم العادلة في الشغل والذي وعدهم بحمل الملف إلى الحكومة,لكن حدثت أمور تبقى مجهولة قطعت حبل الود بين الطرفين ,مما جعل خطاب السيد الوزير ينجر إلى التماهي مع شعارات المعطلين"الشعب يريد إسقاط الحكومة"يقابلها الخلفي"الحكومة ضد الفساد وضد المفسدين",وبالتالي غياب المصداقية في الخطاب الذي من المفروض أن يركز على المنجزات الحكومية,هذا إلى جانب العنصر التنظيمي الذي لم يحترم الوقت تحت اكراهات الحضور القليل,لكن ما يحسب للجنة المنظمة هو اختيار شعبي يأتيه النساء بالخصوص للتنزه وهي فرصة للبيجدي من أجل كسب تعاطف المرأة خاصة عندما يتم التركيز على مشاكلها وبالفعل نجحت اللجنة المنظمة في ذلك على الأقل في تمرير خطاب الحكومة داخل معقل الاصالة والمعاصرة وهو نجاح نسبي برسالة توسيع نفوذ الحزب ليشمل مناطق من المفروض أنها محرمة لاعتبارات سياسية انتخابوية بالأساس,لكن العدالة والتنمية كسرت هذا الحاجز عبر صراع جديد ينطلق من معقل الخصم.
رسالة رد عليها البام بلقاء تواصلي في اليوم الموالي بحضور عضو المكتب السياسي عزيز بن عزوز,والذي عرف حضورا جماهيريا فاق 1000,استعراض للقوة من طرف البام عبر رسائل مشفرة إلى الخصوم مفادها"الدار لأهل الدار وإن غاب مول الدار"وإن كانت هناك تحفظات على السيد بن عزوز الذي تناولته العديد من المواقع الالكترونية كأحد الآليات التي استعملت في المؤتمر الأخير لشباب الأصالة والمعاصرة ,معتبرة(الحركة التصحيحية لشباب البام) تدخله بمثابة نسف للعملية الديموقراطية للحزب .وهذا ليس بالشيء الجديد على الحزب فقط المؤتمر الأخير كشف المستور عن اختلالات داخلية وعن حلقات مفقودة في التركيبة الحزبية للبام والتي من المفروض أن يتداركها بالنقد الفعال من أجل سد الثغرات على الخصوم الذين يهاجمونه في عقر داره بينما هو يكتفي بالدفاع وإن كانت العملية تبدو طبيعية للأحزاب الأخرى كحملة سابق لأوانها.
أولى العناصر المفقودة في البام:غياب الديموقراطية الداخلية كشرط أساسي لتماسك الحزب عبر المنافسة بين المناضلين,والتي كشف مؤتمر الشباب عن خروقات للترشيح للمكتب التنفيذي أدت إلى استقالة البعض احتجاجا على هذا الخرق والتدخل الغير الديموقراطي من طرف المكتب السياسي للحزب.
العنصر الثاني الغائب داخل البام هو فقدان التوازن المؤسساتي ليس على المستوى المركزي فقط ,ولكن حتى على مستوى الجهوي والاقليمي,بمعنى أن هناك تأسيس لمنطق الارتباط بالأشخاص أكثر من الفعل المؤسسي,وهذا له تفسير وحيد بأن الحزب لم يقرأ التاريخ ولم يستفيد من تجارب الأحزاب التي كانت قوية في حالة الأصالة والمعاصرة,على مستوى الرحامنة كان هناك حزبين قويين يسيطران على الساحة,لكن الزعامة والقيادة الشخصية الغير مبنية على فكر المؤسسة عصبت بالحزبين معا مع مجيئ البام,الذي طبق النظام المؤسساتي من قبل مما أوصله إلى حصد المناصب,لكن بمجرد ما تم له ذلك ,عاد ليمارس نفس سياسة الأحزاب السابقة التي فقدت مصداقيتها أمام المصالح الشخصية.إذن الحزب في حاجة إلى إعادة الحسابات عبر خلق هياكل مؤسساتية بدء بالقمة إلى أصغر وحدة بالحزب إن هو أراد الاستمرارية في الريادة.
العنصر الثالث هو غياب إيديولوجيا داخل البام لدى المناضلين,إي أن التأطير والتكوين يجعل كل مناضل يؤمن بالحزب كقضية وكفكرة يدافع عنها بقوة,وتاريخ الأحزاب العريقة يخبرنا بذلك ما ينقص الحزب هو الاطلاع على هذا التاريخ مع العلم أن الحزب يضم يساريين مرموقين وهذا يثير الاستغراب.مما يجعل المناضلين يسلكون اتجاهات مختلفة إما الانخراط في الحزب بهدف المصلحة الشخصية,أو الرحيل عنه إلى وجهة أخرى,أو الاكتفاء بالتعلق بالذيل ربما يبتسم له الحظ يوما ما,مما يخلق بالحزب مناضلين هم أشباه مناضلين,ولأدل على ذلك من واقع الحال فشتان بين من يتهجم ويتهكم على حزبه ولا يبالي ,بل هو إما مشارك في الشتم أو ضاحك حتى تظهر نواجده,وبين تاريخ انتخابي ليس ببعيد لامرأة من الرحامنة تشبعت بإديولوجية حزبها لدرجة أنها في مرحلة التصويت وضح لها أبناها الورقة التي من المفروض أن ترميها في الصندوق وتعود بالأخرى,إلا أن العكس هو الذي حدث,تخيل ما الذي حدث "عطاتها المراة للبكا "كما أخبرنا ابنها بذلك,انظر عزيزي القارئ الفرق ما بين هذا وذاك.
بناء على كل هذه القراءات سيحاول الاتحاد الاشتراكي في شخص لشكر يوم 3 ماي وكل الخصوم السياسيين اقتحام الحزب من الداخل ومن معقل الدار عبر الحضور إلى ابن جرير لتنظيم لقاءات تواصلية مع مناضليهم,كما فعلت العدالة والتنمية,لكن اليوم البام هو في منطلق قوة عبر ماذا؟:ليس بتنظيمه وهياكله لا...لا ليس هذا ولكن عبر المرحلة التي ظهر فيها البام وهي مرحلة التغيير التي انتظرها وينتظرها الشعب بفارغ الصبر وإن كان البعض يتهمونه بالحزب الملكي ,فهذا شرف للبام أن يكون ملكي محب لملكه ككل مواطن مغربي,لكن إذا كان الأمر كذلك فيجب على الأقل أن يشتغل الحزب كما تشتغل المؤسسة الملكية,انتبهوا جيدا أننا قلنا "مؤسسة ملكية"بمعنى أن القصر له آلياته في تدبير الامور عبر الحكامة والفعل المؤسساتي,وهذا خطاب أو رسالة لكل الاحزاب التي من المفروض أن يكون لها تصور للقضايا الكبرى التي تهم المواطن والساحة والوطنية.
على البام أن لا يفوت الفرص التي هي في متناوله من أجل إثبات الذات وفرض الأمر الواقع على الأحزاب الأخرى,لديه شعبيته وواقع الحال يزكي ذلك,لكن هذا لا يعني الاشتغال بنفس الاليات الدفاعية,المرحلة تقتضي خلق آليات جديدة للهجوم والضرب بقوة في معاقل الخصوم ومن تم توسيع نفوذ الحزب ليشمل مناطق هي كانت خارج مفكرة الحزب ,كتحد منه وفي نفس الوقت امتحان لمدى قوة وشعبية الحزب داخل المشهد السياسي المغربي.
لا تعليقات في " الأصالة والمعاصرة في تحد جديد أمام الاتحاد الاشتراكي بالرحامنة "