النقل السري بصيغة:"طاحت الصمعة علقوا الحجام"
.jpg)
محمد الجويري
حادثة طانطان بمخلفاتها الجسيمة ألقت بظلالها على ملف النقل أو ما يسمى بالنقل السري.كما معروف أن القانون المغربي هو ظرفي يحتفظ به في "الثلاجة"إلى أن يحين وقته حيث يتم تحيينه بأقصى سرعة من أجل التوهيم بأن القانون حاضر في كل وقت بينما الحقيقة أن المعني به من لا يملك الحق والسلطة.
خلال الاسبوع الفارط سجلت جريدتنا العديد من الأحداث تمثلت في حجز العديد من سيارات النقل السري بدعوى تطبيق القانون لا لشيء سوى أنهم فضلوا محاربة "الزمان"بالطرق التي يرون أنها تناسبهم,بدل انتظار المعونة من الدولة التي يبدو أنها عاجزة عن مشاكل من مثل هؤلاء بينما نجدها تفلح بالمقابل في فرض غرامات الحجز,زيادة على الثمن المرتفع "للبلاصة الواحدة"المتمثل في 700درهم.النتيجة هي :"الفوريان"والغرامة والزمان كل ذلك يساوي البطالة التي يتغافل عنها القانون الذي لا يتحرك إلا عند الظرفية أو بايعاز من جهات معينة(حوادث,أصحاب الرخص),كل ذلك من جيوب الشعب الفقير الذي يملأ الخزينة بينما الملاك الكبار يمرون مر الكرام"وعلى عينك يابنعدي".
الأسبوع المنصرم كان حافلا :حجز سيارة تحمل شخصين واحد منهم تلميذ ولنا عودة لهذا الملف بتفصيل,لذلك سنخوض في العموميات عبر سرد الأحداث فقط,مع العلم أن سائق السيارة "مسوري"ستة أشخاص مع ذلك تم التحفظ على رخصته بدعوى النقل السري.الحالة الثانية سيارة تحمل موظفين وأشخاص عاديين يفر صاحبها خوفا من الأمن الوطني الذي أصبح يرهب الباحثين عن الخبز لدرجة السماح في سياراتهم في انتظار البحث عن وساطة أو تدخل من جهة معينة.الحالة الثالثة وهي الأسوأ سيارة تحمل أشخاص غالبيتهم أطفال مدارس,يتم تعنيف السائق واقتياده عبر سيارة الشرطة كما لو أنه مجرم,تم يليه الأطفال صعودا لسيارة الأمن دون علمهم بما يجري من أجل الشهادة ضد السائق .موقف دراماتيكي ذلك الذي عاشه الأطفال من الرعب والخوف ,عن أية قانون ذاك الذي يساهم في حرمان أطفال من دواوير نائية من الالتحاق بمدارسهم بابن جرير,أي قانون ذلك الذي يحرم الموظف بالجماعات القروية من الالتحاق بعمله,والاستاذ بقسمه,والممرض بمستوصفه,والفلاح بقريته أو مدينته و...و...و...
حكاية لملف لا ينتهي متشعب مرتبط بزوايا مختلفة سنعالجها عبر ملفات في شكل حلقات بتنسيق مع المواقع المحلية لما لهذا الموضوع من ثقل على الساحة وللحيف الذي يطاله.
والسؤال الذي يطرح كاستفسار للقضية:لماذا عندما تكون زيارة ملكية أو مؤتمر أو موسم يتم المناداة على أصحاب النقل السري من أجل نقل الأشخاص من الدواوير المجاورة للمدينة وبمباركة السلطة والأعوان الذي يغمضون أعينهم عن سيارات"مدكوكة من لداخل وفوق الكاروري"أين هو القانون حينها؟أين هي سلامة المواطن من كل هذا؟أم أن الأمر فيه حلال عليكم وحرام علينا ,لا طانطان ولا خنيفرة ولا اي مكان؟وبعد انتهاء الاحتفالات يألف أصحاب النقل السري تساهل ورفقة الأمن والدرك من أجل ممارسة حرفتهم الوحيد وهي التواصل بين القرى البعيدة التي لا يستطيع أصحاب الرخص الدخول إليها والتي تكلفهم الزيادة في البنزين وقطع الغيار والمدينة,ليبقى النقل السري هو الخلطة السحرية للمرأة الحامل وهي على وشك الولادة بالليل ,والطفل المريض أو الشخص الذي لسعته عقرب أو ما شابه ذلك,إنه المنقذ في العتمة وفي النهار,إلا أن خدماته لم تشفع له من طرف السلطة في القول بأن"سبع أيام ديال المشماش تقاضات"ولم يبقى له من الاستعراض الملكي والاحتفالات غير المثل التالي"طلع تاكل الكرموس شكون كالهليك".
لا تعليقات في " النقل السري بصيغة:"طاحت الصمعة علقوا الحجام" "