حينما تتكلم كرة القدم لغة السياسة
.jpg)
محمد الجويري
ما تزال أحداث مقابلة الرجاء البيضاوي بالجزائر تلقي بثقلها على الشارع المغربي.العرس الكروي الذي تحول من منطق الفرجة إلى صراع الإخوة ليدفع الفريق المغربي ثمن إكرام الضيف بالخسارة والتعنيف لأسباب سياسية خارج عن نطاق اللعبة التي وظفها المسؤولون بالجارة الجزائر من أجل بث ايديولوجيا التفرقة بين شعبين يجمعهما التاريخ والجغرافيا والهوية التي لن يستطيع أي جزائري تغيير حقيقتها.
الحدث لا يعني كل الشعب الجار ولكن ممن عشش فكر العسكر في مخيلتهم الذي لم يتوانى في مد هيمنته حتى على لعبة هي في الأصل خارج نطاق الصراع بين الشعبين,ليستغفل المواطن الجزائري الشقيق عبر بث كل أنواع العداء للمغرب من خلال الإعلام الذي يسوق لهذه الايدولوجيا العسكرية التي تنم عن عداء دفين لنجاح الديبلوماسية المغربية وللعزلة التي أصبح المسؤول الجزائري يحس بها عالميا وإفريقيا وعربيا بعد فشل السياسة الوهمية لتقرير المصير التي ظل الساسة الجزائريون يسوقون لها,ليكون الضحية في اللعبة المتفرج الجار الذي استعاض عن الفرجة الكروية بسياسة العداء لكل مغربي حتى ولو كان من عالم الرياضة مما يعني أن العسكر الجزائري يوظف كل أشكال الحيلة والمكر من أجل تعميق الخلاف بين الجارين,والذي يبقى (العسكر الجزائي)المستفيد الوحيد من هذا الصراع الذي يغدق عليه أموالا طائلة من خيرات البلد الذي أفقر الشعب الجار رغم توفره على موارد طبيعية مهمة .
لتبقى مقولة أغنى دولة وأفقر شعب تعبير وصفي لدولة لم تستطع حتى على الأقل احترام الأعراف الرياضية فكيف بالأحرى أن تحترم شعبها الذي وظفته في أعمال عدائية لإخوانهم المغاربة.لكن ما لا يدركه كل مسؤول جزائري هو أنه لن يستطيع تغيير جغرافيا المنطقة والواقع السوسيو/تاريخي لبلدين يشتركان في أمور عدة هي امتداد لتاريخ من الزمن .
لا تعليقات في " حينما تتكلم كرة القدم لغة السياسة "