ملف المدار الانتخابي: كرونولوجيا ابن جرير ما قبل فؤاد علي الهمة وبعده (ج1)
محمد الجويري
خالد كب
مدخل عام
الاقصاء والتهميش كان نصيب ابن جرير في السابق,السبب المخزن بالدرجة الأولى والحيف والتقصير الممارس من طرف أولاد المنطقة من المسؤولين,الذين استندوا في تسييرهم على سند عائلي كأحد الحلول لبلورة سيطرتهم على المنطقة,وعلى غياب الوعي لدى المواطن المحلي الذي كان يغلب فكرة الخبز قبل الديموقراطية ولو كان بأوجه مختلفة كلفت المنطقة نكوص وتهيش على جميع الأصعدة مما انعكس ايجابا على المسؤول آنذاك ,وسلبا على أبناء الرحامنة من الجيل الصاعد والسبب ذاتي"لي ضرباتو إيدو ما يشكي".
هي توطئة للنقاش ستصاحبنا على طول فصول المقال الذي سنتناول من خلاله سنوات 2007/1997/1992 إلى حدود 2015,وهي المراحل التي عرفت بفترات حضور فؤاد علي الهمة تتخللها عودة العائلات المحلية ,ثم العودة القوية للرجل من جديد عبر حزب جديد وقيادة جديدة من بعده تدبر حاليا شؤون المجلس الحضري .
عودة السي فؤاد تنعش اسهم الرحامنة في بورصة التنمية من الصفر
1997/1992 هي المرحلة التي عرفت عودة أبن الرحامنة ,والتي تناولتها الصحف الوطنية والمحلية ببالغ الأهمية من خلال السؤال العريض ,ما هي خلفيات حضور الهمة إلى الرحامنة المنسية والمهمشة وخاصة وأنه الرجل القوي وصديق الملك؟.لكن فؤاد ترشح وفاز برئاسة المجلس البلدي لابن جرير,منذ ذلك الحين بدأت الرحامنة تنبعث من رمادها ,تتنفس الصعداء عبر مجموعة من المخططات والبرامج والتصاميم والموارد المالية 31مليار سنتيم التي جند لها خبراء محليين ودوليين من أجل رد الجميل إلى الرحامنة التي أعطت الشيئ الكثير من ذكاء أولادها وخيراتها لصالح الوطن,فكانت الالتفاتة طبيعية من الملك محمد السادس للنهوض بالمنطقة في إطار مشروع تنموي ملكي عام بالمغرب والرحامنة جزء منه بطبيعة الحال.
إلا أن تلك الالتفاتة لم يتم تنزيلها لاعتبارات سياسية هي مغادرة الهمة للمنطقة بعد عدة مضايقات تعرض لها من الخصوم كان آخرها رفض الحساب الاداري للسيد الرئيس,الذي ضحى بمنصبه وبقربه من الملك من أجل الرحامنة وفي الأخير يرفض حسابه الإداري ,وهذا في أدبيات الإدارة تخوين.والسؤال الذي يطرح كيف يعقل لرجل يهبط من القمة إلى القاعدة أن يحتال على المال العام الذي جلبه في ولايته من أجل المنطقة التي كانت بلديتها غارقة في المديونية؟.
المهم أن فؤاد رجع من حيث أتى,ولكنها ليست استسلام بل هي وقفة رجل سياسة واستراحة محارب من أجل الاستعداد الجيد لما هو قادم,كان عالي الهمة يراقب وضع ابن جرير بعد 1997أي بعد مغادرته حيث عرفت هذه الأخيرة انتكاسة بحكم أن مؤشر التنمية بالمغرب صنف الرحامنة في المراتب المتأخرة(الإجرام والهدر المدرسي )بعد فاس وسلا ,التنمية البشرية منعدمة.بعدها أصبح الكل يتنكر للرحامنة ويفضل بيع (الميتروات لي عندو والهروب من دباحين الكلاب)وكثير من النعوث التي التصقت بالرحامنة التي أصبحت (ضحكة لمن هب ودب فكاهيين وحلايقية).عادت المنطقة إلى سابق عهدها إلى الاقطاع وسلطة العائلة المتحكمة بفعل التاريخ,لا من يتكلم باسم المنطقة ولا من يحرك ساكنا.والسؤال المطروح آنذاك"واش المواطن المحلي كان واع بطبيعة المرحلة أنذاك"ما فعله فؤاد فيه جرأة رجل دولة يغامر وينزل إلى منطقته.
مرحلة1997/ 2007الطبيعة السياسية تخشى الفراغ
بعد مرحلة فراغ عاشتها المدينة من 1997إلى 2007بسبب سوء تدبير المجلس البلدي الذي سيغرق المدينة في المديونية,والتي لم يجني منها المواطن المحلي سوى الاقصاء والتهميش باستثناء المقربين أو المعطوف عليهم الذين استطاعوا أن يؤمنوا لهم موطئ قدم في المجلس البلدي,وللإشارة فهذه القاعدة عامة في المغرب تخضع لمنطق العائلة"وباك صاحبي ودهن السير يسير".مرحلة لم يستطع فيها المنتخبون انتشار الرحامنة من الفقر والتهميش,بسبب ضعف الأداء الذي طبع المسؤولين آنذاك,لا استثمارات محلية ولا تنمية مجالية ولا تنمية بشرية اللهم أصحاب النفوذ الذين ظل لهم حصة الأسد في كل ما يجود به المجلس.ظل اسم الرحامنة مدفونا وكل رحماني لا يستطيع أن يرفع رأسه ليقول"أنا من الرحامنة"اللهم من كانت فيهم نخوة "الترحمانيت".
مرحلة2007/2015 العصر الذهبي للرحامنة,مرور تيجي في التنمية الى السرعة القصوى
لكن بعد 2007 ستعود الحياة من جديد إلى المنطقة ودماء جديدة عبر مشاريع تنموية ضخمة ستنسي الرحامنة ذكرياتها الأليمة التي لطالما التصقت بها .استثمارات بالجملة سيجلبها فؤاد خلال عودته لولاية جديدة ولكن هذه المرة قوة عبر التنفيذ الفعلي لما تم التخطيط له سالفا ,وعبر جاهزية سياسية لكل احتمالات المفاجئة,فكانت النتيجة فوز ساحق لحزب الجرار الذي سيعرف انطلاقته من الرحامنة ومنها عبر ربوع المملكة
خلال 2007 استطاع هذا الرجل عبر حنكته جلب رساميل مهمة للمنطقة من أجل تغيير الصورة وسمعة الرحامنة وعبر ثلة من المسؤولين في فريقه بالمجلس الحضري كان أبرزهم التهامي محيب الذي سيخلف فؤاد بعد مغادرته كمستشار ملكي.المهم أن المسيرة لم تتوقف كما تكهن المراقبون ,بل الرئيس الجديد للمجلس الحضري بخبرته كمهندس وظف ما علمته إياه الدراسة والأيام في تدبير شؤون المدينة,وإن كانت هناك انتقادات من هنا وهناك لمدى علاقة هذه المشاريع بالمواطن المحلي الذي عبر عن ذلك بالاحتجاجات وعن غضبه المتواصل من أداء مجموعة من المستشارين ,طبيعي أن نشهد ذلك في ظل التحرر والديمقراطية,لقد وجد المواطن على الأقل أشياء ينتقذها وهذا دليل على إنجازها ,بعدما ظلت الرحامنة منسية لا أحد يتكلم ,لا سياسي ولا برلماني.أما اليوم الصحافة أصبحت فاعلا أساسيا في التنمية وفي النقد البناء,المحافل الوطنية والدولية تتناول التجربة بابن جرير,من كان يفضل الهروب عبر بيع ما لديه من "متروات"أصبح يتشبت بأرضه التي أصبحت تقدر بأثمنة باهضة,وهذا فعلا ما شجع المستثمرين الجشعين على محاولة الاحتيال على أراضي الرحامنة بكل الطرق كما وقع "لأولاد عيسى الواد",أصبحت سمعة الرحامنة يخطب ودها الشركات العالمية وحتى المؤسسات المانحة استطاعت ابن جرير أن تكسب ثقتها في الاقتراض والتمويل بحكم حجم المشاريع المنجزة والأخرى التي هي في الطريق والتي ستجعل من ابن جرير منطقة دولية حسب تعبير السيد محب التهامي.
لا تعليقات في " ملف المدار الانتخابي: كرونولوجيا ابن جرير ما قبل فؤاد علي الهمة وبعده (ج1) "