ملف المدار السياسي : التهامي محيب "اناعييت"...بين المسؤولية التاريخية واكراهات التدبير الجماعي
خالد كب
لم يكن اكثر الحالمين واشدهم رؤية للواقع بشكل وردي ان يتوقعوا يوما ما ان تصبح عاصمة الرحامنة على ماهي عليه اليوم نظرا للإرث التاريخي الثقيل الذي تحملته البلاد جراء سنوات رصاص التهميش و جمر الاقصاء طيلة 50سنة كانت بمثابة سنوات عجاف على جميع المستويات.
اليوم وعلى امتداد سنوات سمان تغيرت ابن جرير وارتفعت اسهم بورصتها واصبح لعملة مشاريعها رنينا وارتدت لحاف العالمية عوض لباس المحلية فهل كان ذلك بمحض الصدفة ام ان الاقدار ساقت رجالا صدقوا الله ماعاهدوه عليه مدججين بسلاح التخطيط الاستراتيجي وبتنزيل
دستور المخطط الجماعي.
اقدار فاختيار التهامي محيب رئيسا للمجاس الحضري بابن جرير
قادما اليها من الداربيضاء التهامي محيب يحط الرحال بمدينة قلعة السراغنة فالمهندس الشاب يشتغل اطارامهمابغرفة الصناعة والتجارة .
ليدخل بعد ها معترك السياسة كعضو نشيط ضمن الفريق المكلف بادارة لحملة
الرجل القوي فؤاد عالي الهمة , كانت عقارب الزمن تشير الى سنة
2007 وكانت لائحة الكرامة والمواطنة التي حصدت المقاعد الثلاث
جعلت المهندس الشاب يتشرب أبجديات السياسية والف بائها.
لم تتوقف الة الزمن عن الدوران ليجد الرجل نفسه مرشحا في انتخابات 2009 باسم الجراربعد تاسيس الحزب سنة 2008.كنائب اول للرئيس
السيد فؤاد عالي الهمة الذي اصبح مستشارا للملك فيمابعد ليصبح السيد التهامي محب رئيسا للمجاس الحضري لابن جريرويتحمل امانة يعترف
بانها ثقيلة تنوء بحملها الجبال.
المهندس الشاب واكراهات التدبير الجماعي
بممارسته للتدبير الجماعي لبلدية ابن جرير لم يكن الطريق سالكا امام مهندس الدولة كما لم يكن مفروشا بالورود, فاحيانا لم تكن المعادلات الرياضية تنفع دائما بالموزاة مع المعادلات السياسية ,رغم ان الرجل لايكل ولايمل
فالسياسة كما قال مولاي التهامي تاكل من الرجل ,كما ان اكبر عدو كان يواجهه هو عامل الزمن , ناهيك عن اللوبيات التي تعمل على وضع العصى امام دواليب الاصلاح والذي كان يتطلب الارادة الصلبة ووضع مرهم التنمية على جرح الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية والرياضية
والتربوية والجمعوية , عبر تنزيل سكين المخطط الجماعي لقطع دابر افعى التخلف واحراج المتخلفين من العدميين والتيئيسيين.
فماالذي دفع المهندس الى القول "انا عييت"
بشهادة الجميع يعترف خصوم الرجل كما محبوه على ان الرئيس
رجل التنمية بامتياز بالنظر الى تكوينه العلمي والاكاديمي فهو مهندس دولة يفهم في التصاميم والمشاريع كما يجيد لغة الارقام والاحصائيات وفي التسويق الخارجي لمنتوج التنمية لكن وللاسف الشديد تعوزه الحيلة
في التسويق الداخلي (المحلي) للتنمية وهنا بيت القصيد فالرجل يحتاج
الى دراع سياسي قوي والى عقل يشتغل بتفكير جمعي ليكون السياسي بجانب التنموي وهو المسار الانجع والخلطة السحرية ذات المفعول الانفع.
الرئيس والمسؤولية التاريخية:
بعد تنزيله للمخطط الجماعي 2009/2015 بهندسة بيداغوجية تمت المراعاة فيها لمفهوم التنمية المندمجة احدثت ثورة هادئة مست البشر والشجر والحجر, صرح الرئيس بوجود مخطط جماعي جاهز يمتد من
2015 الى2018 يقطع مع اساليب التدبير التي كانت في الماضي
وينطلق من الحاضر لاستشراف المستقبل.
يسعى الى جعل حاضرة المدينة الخضراء وحاضنة البوليتكنيك محمد السادس في مصاف المدن الذكية .
مؤشرات حسب الكثير من المتتبعين تجعل الرجل رقما صعبا تضعه امام مسؤوليته التاريخية لتنزيل باقي المشاريع التي تحبل بها حاضرة الهضبة الفوسفاطية ومختبر التنمية على الصعيد الاقليمي والجهوي والافريقي
ولما لا الدولي ايضا .
واخيرا وليس اخرا فهل فكلمة "اناعييت" بمثابة استراحة محارب يسعى الرئيس الى ان يلتقط معها انفاسه ليعود محرك الاشتغال معها الى الدوران ام ان الرجل سيترجل من على صهوة فرس الجماعة الحضرية لابن جرير ام ان المسؤولية التاريخية والتعاقد بين الساكنة والرئيس باستكمال المشاريع ستعيد قطار الاستمرارية الى سكته الصحيحة ?
سؤال ستجيب عنه ساعة الحسم وان غذا لناظره قريب.
لا تعليقات في " ملف المدار السياسي : التهامي محيب "اناعييت"...بين المسؤولية التاريخية واكراهات التدبير الجماعي "