موسم سيدي "موازين"
محمد الجويري
هو مهرجان يروج لمفهوم الحداثة كما فهمه المنظمون الذين تلقفوا المصطلح بالمقلوب من خلال التركيز على الطابو المغربي وهو الجنس,لقد حرس المنظمون على خدش حياء المغاربة وتكسير كل محرم كل ذلك باسم الحداثة التي شوهت الموروث الثقافي الشعبي للمغرب.
مواسم رغم حمولتها والحصانة والسرية التي كانت تطبعها سواء فيما يتعلق بالممارسة,لكن يبقى لها رمزيتها الثقافية كمزار للترويح عن النفس أو العلاج الروحي من مثل مولاي ابراهيم وغيره من المواسم التي تعبر عن الموروث الثقافي للمنطقة وسوق متعدد الاختصاصات لتسويق كل ما هو محلي.
موازين من تلك المواسم الحداثية التي غيبت ما سبقها عبر التسويق من الخاص إلى العام.التسويق للمغرب,لكن بشكل مشوه في المفاهيم التي حرص منظموا المهرجان على ترجمتها في ديموقراطية مشوهة ولبيرالية إباحية وسياحة جنسية بامتياز من أجل جلب السياح والمستثمرين ماديا وجنسيا بلغة "بلد التسامح والحرية"لم يفهم الساهرون على المهرجان قول أحد الفلاسفة بأن "بأن حريتي تقف عند حدود الآخر".
مفارقة عجيبة سجلتها المواسم السابقة عندما اختزلت الثقافة المغربية في الفولكور,وهاهو موسم سيدي"موازين"يختزلها في الجنس,إنها تعبير وترجمة من القول عبر الغناء إلى الفعل عبر الحركات الجنسية التي تسيل لعاب الشباب المغربي بحكم أن الجنس من الطابوهات التي لا يجوز الخوض فيها ,لكن موازين خرج عن القاعدة.إذن هو صراع القدامة والحداثة عبر استعراض بشري فاق مليونين وثلاث مائة ألف شخص حضروا للاستمتاع وتفريخ نزواتهم عبر مشاهدة مباشرة لحركات تهتز لها الغرائز الجنسية التي تثير الشهوة في ممارسة أفعال خارج مؤسسة الزواج,مما يعني في نظر المنظمين التعبير عن الانفتاح.لكن الرسالة التي يوجهها الشعب المغربي الغني بثقافته الغيور على تاريخه النقي هو أن العري لا يعبر عن قمة الحضارة,لو كان الأمر كذلك لكانت القرود أرقى الحيوانات بعريها.
لا تعليقات في " موسم سيدي "موازين" "