سوريا و اغتيال الطفولة : ساخبر الله بكل شئ .
قديما قال الفيلسف اليوناني هراقليطس : الحرب تلد كل الاشياء الجميلة ؟؟؟
رغم حكمة فيلسوف الصيرورة والتغير هراقليطس والذي انتصر للعقل و للنظام حين اعتبر ان الحكمة تعني شيئا واحدا هي الخضوع لصوت العقل بان يسود العقل و ينتصر ؟؟
لكن كيف يسود العقل و ينتصر في زمن الحرب و الدمار و الدم و الدموع , ما يقع بسوريا العربية درس في الالم الجماعي وفي وجع الذي لا ينتهي .
بعيدا عن دروس التاريخ و عن النظريات السياسية وعن الاسباب والخلفيات و الدوافع لحرب لا تتوقف حيت الحرق الشامل و القتل
الشامل و الدم العربي اصبح رخيصا و ملايين المشردين و اللاجئين , و العربي الاخ الشقيق يغلق الباب و النصراني الكافر يفتح الحدود و ياوي الايتام … ,
ما يقع بسوريا مفزع حيت سوريا تدمر بايدي عربية و بدعم عربي وبصمت عربي و الكل يتحدث عن مؤامرة صهيونية امريكية روسية تركية فارسية ؟ ولم يتحدثوا عن جبن وصمت عربي .
امام ماساة تبعثرت امامها كل الاوراق و اختلطت الالوان ,؟ لم يعد غير لون الاحمر يلون جغرافية سوريا في مشهد عبثي مؤلم .
المفكر العربي ابراهيم نصر الله و في روايته الرائعة زمن الخيول البيضاء , يتساءل امام بشاعة الوضع و ماساويته يلزمنا قلوب اكبر لكي تتسع لكل هذا الاسى و لكل هذه الاوجاع والاحزان ؟
للماساة الف وجه والف حكاية و الف عنوان و الكثير من الخراب , و الاسوا انه خراب بايدي عربية و بثمن عربي وبرصاص عربي و بتواطؤ عربي , بقيادة حكومات البترو دولار .
قصة من هذا الوجع , حكاية بعمق حكمة يونانية قالها طفل سوري , و هو يلفظ انفاسه الاخيرة بعد ان اصابته قديفة من يد عربي يصيح باعلى صوته الله اكبر الله اكبر في مشهد سريالي يجعل العاقل مجنونا , فالقاتل يردد الله اكبر و المقتول يردد الله اكبر , انه الدرس العربي الذي جعل الله مع القاتل ومع المقتول ؟؟ صرخ الطفل في وجه الجميع ساخبر الله بكل شئ ….
انها عبارة كثيفة وبليغة وحكيمة طفل فهم ان الانسان العربي و الحاكم العربي و المقاتل العربي لا يصبح شجاعا الا في وجه اخيه , انها صرخة تعكس حالة اللاثقة في كل الانظمة و في كل الموجودين و في عالم سفلي وسيبقى سفليا يعيش كل اشكال الاندحار و الانحدار , مادام لا يستطيع حماية طفل من موت عبثي بايدي عربية وبتمويل عربي , انه انظمة لصناعة الموت , وليس لصناعة الحياة والامن و الحب والسلام .
طفل حمل معه حزنه الى عالم اكثر عدلا و واكثر رحمة حيت مكان الاطفال الجنة , كما قال ذلك الروائي دوستويفسكي في روايته الشهير ة الاخوة كارامازوف حين خاطب الام التي فقدت ابنها ان مكانه الجنة فلا داعي من البكاء .
مؤسف هذا الواقع المتردي , حتى اطفالنا فقدوا الثقة في كل شئ حتى في البوح باحزانهم لم يعد لهم اب ولا اخ ولا ام و لا ارض غير الله و لا شئ غير الله, انهم اطفال يرفضون البوح و الحكي و يحملمون معهم اسرارهم الى عالمهم المتعالي عن قذارة واقع سياسي ملوث بجبن عربي .
قد يكون الطفل اكثر حكمة من الكبار لانه رفض ان يحكي عن قاتل يتكلم لغته و يصلي صلاته ويعلن في كل لحظة للتذكير انه ينتمي لخير امة اخرجت للناس و انه الجنس الانقى و الجنس الاتقى …
مات الطفل السوري وحمل معه احزانه واسراره , لتستمر ماساة انسان عربي يجيد الانتظار حتى راكم الصدأ اجسادنا و لم نعد نحس ولا نفكر و لانتحرك و لا نفعل ولا ننفعل , و حتى ان انفعلنا حملنا السيوف و البنادق في وجه بعصنا البعض , الامر ليس عيبا فنحن ننتمي الى ثقافة ملوك الطوائف , و نتلذذ باستعادة الفتنة الكبرى و حرب المئة عام من اجل سباق ناقة ؟؟؟
العياشي الفرفار
لا تعليقات في " سوريا و اغتيال الطفولة : ساخبر الله بكل شئ . "