رحيل الاعلامية مليكة ملاك
الثانية "دوزيم". راوغت المرض ولم تمكنه من التفرد بالكلمة، كما تفعل مع ضيوفها وهي تسير البرامج الحوارية السياسية القوية.
عانت الراحلة مليكة ملاك مع مرض عضال، استوجب إجراءها عملية جراحية في العاصمة الفرنسية باريس. تشبثت بالحياة إلى حين عودتها إلى الوطن يوم الجمعة الماضي. دخلت الإعلامية لاستكمال العلاج في المستشفى العسكري بالرباط، لترحل في الساعة التاسعة من عشية يوم أمس.
تشبثت بالحياة حبا فيها ولأجل وحيدتها أيضا، فقد كان وقع المرض مضاعفا وهي ترى ابنتها "زينة" تتألم لألمها. بعزيمة وقوة امرأة
حديدية قاومت مليكة ملاك واستجدت الابتسامة حتى تخفف من ألم زينة، وهو ما كتبته في آخر تدوينة خطتها على حائطها الفيسبوكي، "ما الذي يمكن أن أفعله لأعيدك تبتسمين؟"، تساءلت زينة، "أخذتها وضممتها بين ذراعي، فقلت لها وأنا أبكي: أنت ابتسامتي بنيتي، صحيح أنها رحلت ولن أعثر عليه أبدا..لقد تغيرت ملامح وجهي في غيابها، وأنا أتساءل عما إذا كانت طفلتي سيشاهد غدا فرحتي..سامحني وحيدتي!".
تابعت الراحلة في تدوينتها المؤثرة، التي ظلت كلماتها ترن في أرجاء العالم حتى بعد أن تركته، " سامحيني بنيتي عانيت هذه المأساة في عمرك …!! من الذي كان يعتقد ذلك، وأنا أحبك أكثر من أي شيء..في عمر كنت فيه محتاجة لأن تعيشي فرحا وسعيدة". "من الأفضل أن نتقاسم مع الآخرين مشاعرنا، أفكارنا، أحزاننا وأفراحنا"، بهذه الكلمات ختمت مليكة ملاك تدوينتها في الحياة، وكأنها كانت تعلم أن خير ما يبقى للأحياء من ذكرى هي كلمات يستلهمون منها ما يضئ طريقهم.
بعين الأمل كانت ترى الراحلة الحياة، حسب المقربين منها، هذا الأمل والإصرار هو الذي جعلها تخضع لعمليتين جراحيتين بإحدى المصحات، بعد خطأ طبي زاد حالتها سوءا، قبل أن يتكفل الملك محمد السادس بعلاجها، ليتم نقلها إلى باريس لمتابعة العلاج إلا أن المرض اشتد عليها.
اشتهرت مليكة ملاك ببرنامجيها التلفزيونيين "وجه وحدث" و"في الواجهة" على "دوزيم" إذ استضافت أسماء ثقيلة الوزن، كالمفكر عبد الله العروي ومحمد عابد الجابري ومحمد جسوس، وأسماء أخرى. أصدرت الراحلة في السنة الماضية كتابا جمع أهم ما جاء في حوارتها مع أبرز الشخصيات السياسية والثقافية التي أجرتها في برنامجها الشهير "في الواجهة"، لتغادر الحياة وتبقى انجازاتها فيها.
لا تعليقات في " رحيل الاعلامية مليكة ملاك "