الحركات الاحتجاجية والشغل بالرحامنة : ظاهرة صوتية ام حثمية تاريخية ؟!
اعداد الملف: خالد كب
مقدمة لابد منها :
مقدمة لابد منها :
عرف المغرب على مر السنين مسلسلا طويلا من الاحداث الاجتماعية الملتهبة ,اما على شكل انتفاضات كما كان في الماضي ,او على شكل مسيرات سيرا على الاقدام في اهم الشوارع, او في اتجاه العاصمة الرباط حيث مربط الحل والعقد حسب المحتجين, او امام اهم المؤسسات الدستورية و التشريعية كقبة البرلمان ,مرددين شعارات مدوية كمياه البحر الهادرة ,وساخنة كحمم البراكين المتناثرة ,او صامتة ناطقة تحت اضواء شموع خافتة.
لم تشكل الرحامنة في هذا الخضم حالة استثناء ,ولم تغرد خارج سرب الحراك, او تسكن في غياهب الانتفاء بل كان من سكناتها وحركاتها ماكان من احتجاجات وماهو كائن وما سيكون حتى انتفاء اسباب الاحتقان و الالتهاب الاجتماعي والاقتصادي.
الحركات الاحتجاجية الكرنولوجية الزمنية و التاريخية :
لايمكن توصيف الحركات الاحتجاجية الا بكونها حركة مرتبطة بالقاع الاجتماعي اي الذين هم تحت .
وتتجاذبها ثلاثة اسباب شكلت الخيط الناظم لاشتعال شرارتها
· ازمة بنيوية (انتفاضة 1965نموذجا)
· عوامل اجتماعية (انتفاضة 1981-1984-1990)
· الشق السياسي وهو مرتبط بالصراع بين المعارضة والقصر وسمته سنوات السبعينات.
ومع بداية التسعينات عرفت الحركات الاحتجاجية الانتقال من ثقافة الصدامية التي ميزت سنوات الرصاص ,الى الثقافة السلمية والابداعية في الشكل والمضمون .
ولم يعد الاحتجاج مرتبطا بالمناسباتية والظرفية كفاتح ماي والتي كانت فيه الاحزاب والنقابات كحاضنة للفعل الاحتجاجي وتوظيفه كراسمال رمزي لتقوية حضورها. بل تجاوز ذلك الى تصاعد النفس الاحتجاجي ,وبدا يتخذ لبوسا مطلبيا مرتبطا بالحق في الشغل والكرامة وبرفع شعارات ضد الحكرة والاقصاء والتهميش .
ان الحركات الاحتجاجية جاءت للتعبير عن امرين :
اولا: كشكل من اشكال التفريغ الجماعي و التنفيس عن الهموم والمشاكل والمعاناة اليومية .
ثانيا :رغبة في ايصال رسائل رسائل مشفرة واحيانا واضحة الى المسؤولين قصد لفت انتباههم .
وقد اتخذت الحركات الاحتجاجية عدة اشكال فرضت شكلين من اشكال التعامل الرسمي معها :
حيث تلونت بعدة الوان فكان الاحتجاج اما بالمشي على الاقدام / الحرق بالنار/ لبس الاكفان البيضاء /شعارات,رسومات او مجسمات .
وقد تم التعامل مع هذه الحركات اما بالتفاوض او القمع او التنمية من اجل كبح جماحها ولو بشكل تكتيكي .
ومن اجل تفادي تعنيف القوات الامنية فانه يتم التوسل بالاعلام وصور الملك .
الرحامنة والحراك الاجتماعي :
لم تشد بلاد الهضبة الفوسفاطية عن ما يعتمل في المغرب من احداث سياسية واجتماعية عبر التاريخ الى الوقت الراهن ,حيث
تزايد الاحقتان الاجتماعي ,حيث كانت المطالب في جلها مطالب خبزية تتوسل الرغبة في الشغل والكرامة وفي الادماج .
مع استثناء حركة 20فبراير التي كانت مطالبها سياسية من خلال رفع مطالب من قبيل (محاربة الفساد والاستبداد على غرار باقي مدن المملكة).
فكانت حركة المعطلين, ثم حركة عمال الريجي السميسي التي طالبت بالادماج في اسلاك المجمع الشريف للفوسفاط على غرار عدة مدن كخريبكةوغيرها من المدن .
حيث قوبلت بالتفاوض احيانا وبالقمع احيانا اخرى دون ان تعرف حلا جذريا يحفظ كرامة الجميع , لتكبر كرة ثلج الاحتجاج وتستمر في الدوران لتضيف اليها خروج عدد من عمال المدينة الخضراء قي مسيرة لم تخطئها العين مطالبة هي الاخرى بالادماج وباعطاء الاولوية لأولاد البلاد بما يحفظ كرامتهم وحقهم في العيش الكريم .
لم تتوقف عقارب الاحتجاج عند هذا الحد بل ظهرت حركة
جديدة لتطلق على نفسها حركة"سواعد الرحامنة " مشكلة من شباب في غضاضة اليد وفي عمر الزهور , اخطاتهم مشاريع التنمية ليطالبوا بما نادى بهم من سبقوهم في طابور العطالة
الحق في الشغل ولا شيء سوى الشغل.
خاتمة لابد منها :
لن نغلق هذا الملف الا بالبوح بكل ما تسمح به حبالنا الصوتية
ان التقسيم الغير العادل لعوائد التنمية لن يزيد الا مزيدا من الاحتقان , فلا بد توزيع ثمار النمو على الاحياء الهامشية والتي اخطاتها مشاريع التنمية .
لا تعليقات في " الحركات الاحتجاجية والشغل بالرحامنة : ظاهرة صوتية ام حثمية تاريخية ؟! "