صرخة من الرحامنة الشمالية : دار الامومة ،الغالب الله
عثمان احريكن :
هو المرفق الذي طالما إنتظرته ساكنة الرحامنة الشمالية بالنظر للدور المهم الذي كان من المتوقع أن يطلع به ، إذ أحدث من أجل دعم وحدة التوليد الكائنة بالمركز الصحي الجماعي صخور الرحامنة، عبر إستضافة حوامل المنطقة قبل عملية الوضع و بعدها ،و توفير ظروف إستقبال ملائمة لهن و لعائلاتهن طيلة هذه المرحلة. و في 25 مارس 2015 إفتتحت دار الأمومة في حفل رسمي حضره ممثلو السلطة المحلية و رؤساء الجماعات المحلية بالرحامنة الشمالية و ممثلو وزارة الصحة على صعيد إقليم الرحامنة و العديد من الفعاليات الجمعوية بالإضافة إلى منابر إعلامية أتت خصيصا لتغطية هذا الحدث (التاريخي) ،حيث قدمت الجمعية أمام الحضور عرضا مفصلا حول هذا المرفق بينت من خلاله مختلف الخدمات التي سيقدمها للفئة التي يستهدفها، كما قدمت الممرضات المشتغلات بوحدة التوليد التابعة للمركز الصحي الجماعي بصخور الرحامنة كلمتهن على لسان ممثلتهن أبرزت من خلالها إستعدادهن للعمل من أجل تفعيل هذا المرفق.
الواقع اليوم يثبت عكس كل ما قيل إبان الحفل البهيج، فمنذ ذلك التاريخ و دار الأمومة بصخور الرحامنة تعيش شللا شبه دائم رغم أنها مفتوحة أمام الساكنة في كل الأوقات كما قالت السيدة رئيسة الجمعية، و التي أكدت بأن الجمعية تقوم بواجبها على أتم وجه حيث تسهر على توفير كل الظروف الملائمة للإستقبال، إلا أن غالبية الحالات الواردة على وحدة الولادة يفضلن البقاء بها لأسباب مجهولة حسب تصريحها. و خلال تحقيقنا في هذا الملف تبين لنا بأن الأمر يتعلق بالخوف من وقوع مضاعفات للحالات النزيلة بدار الأمومة خصوصا بعد الوضع، و ذلك بفعل التحذيرات التي توجه لهم من قبل المسؤولين عن وحدة التوليد حيث أنهم يعلنون لكل من تود الإلتحاق بدار الأمومة بأنهم غير مسؤولين عن أي مضاعفات قد تقع لنزيلات هذا المرفق بل أنهم غير معنيين حتى بتتبع حالاتهن، و لقد أكدت لنا مجموعة من الشهادات هذا المعطى ،الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن السبب الكامن وراء تراجع الأطر المشتغلة بوحدة التوليد عن موقفها المرحب و الداعم لدار الأمومة؟ ألم تكن الوزارة الوصية على قطاع الصحة شريكة لهذا المرفق؟ أم أن حضور ممثليها الإقليميين في حفل إفتتاحه كان فقط من باب تأتيت المشهد؟ علامات إستفهام عديدة تطرح حول وضعية – البلوكاج – التي تحول دون ولوج ساكنة الرحامنة الشمالية لخدمات مرفق هم في أمس الحاجة لها، و وحدهم القائمين على تسييره و شركائهم من يملكون إجابات عنها. أما نحن فنكتفي بلفت إنتباه الرأي العام لجزء يسير من المعاناة المستمرة لساكنة الرحامنة الشمالية بقطاع الصحة.
لا تعليقات في " صرخة من الرحامنة الشمالية : دار الامومة ،الغالب الله "