"مدام بصري" ايقونة من الزمن الجميل
شكلت "مدام بصري " أو "المنصور بالله السعدية" على امتداد الزمن،محركا اساسيا ،ومفتاحا سحريا ،لفهم الوصفة السرية ، ومدى التصاق الحبل السري المتين بين من كانت جنة التربية تحت اقدامها ، وفلذات اكبادها ، من تلامذتها .
علاقة مباركة كشجرة مباركة،لاشرقية ولا غربية ،تؤتي اكلها كل حين باذن ربها،في الواقع لم يكن هذا المدخل سوى توطئة وبوابة كبرى ،لفهم
بروفايل امراة ،مثابرة ،نشيطة ،عظيمة ،لم يحطها السيل من عل ،الم يكن القول الماثور سامقا ،شامخا ،ناطقا "وراء كل رجل عظيم،" امراة عظيمة " ،انها مدام بصري" كما يحلو لنا تسميتها ،فرغم ان الزمن اخد منها الكثير ، وتركها بدون مساحيق ،تقاسيم تضاريس وجهها الصبوح ، الا ان مربية الاجيال مازالت تواصل المسير ،رفقة بعلها ،قاسمته السراء والضراء ،والحلو والمر .
وكأن القدر ،اراد لها ان تعيش امجاد تدريس العديد من ابناء الرحامنة ، منذ ان كانوا صغارا في غضاضة اليد ،الا ان اشتد عودهم صلبا لايكسر ، ورطبا لايعصر ، كبروا رجالا ونساءا ، لم تنكسر "مدام بصري" رغم نوائب الدهر ، ومنعرجات التاريخ والجغرافيا وحسابات الرياضيات ،لانها كانت تؤمن ان بسمة المنتصر ،اقوى من سطوة وجبروت الاكثرية البشرية تجهما .
الاستاذة العظيمة(المنصور بالله السعدية )مربية من الزمن الجميل ،في زمن اصبح فيه كل شيء قبيحا ، الامن خصال الاستاذة السعدية ، وطهارة الايقونة السعدية وعفة الخجولة السعدية،
وصفاء سريرة المناضلة والمكافحة السعدية.
وفي معمعة الاحداث ،حيث لم تضع حرب الحياة اوزارها ،( كباقي الامهات ) ناضلت وكافحت ، حتى تحافظ على لحمة العائلة ،
وروابط الدم المتينة ، وحتى يبقى اريج عطرها فواحا ،في مملكتها الصغيرة ،فهي الصندوق الاسود للصغير قبل الكبير ، تمعن الانصات جيدا ،تشارك وتحاور وتناظر ،خاصة وانها تزوجت رجلا رسم طريقه ينقل نبض المجتمع بثبات دون وجل او خجل ،خرج من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر ،الاستادة القديرة "مدام بصري" ابناؤها ، لقموا من ثدييها حنان الام ، مشفوعا بالمودة والمحبة والصبر والانفة والعزة ، ومشفوعا بالحنين
الى خبز امي السعدية ، و زيتون امي السعدية ، وقهوة امي السعدية حيث تكبر الطفولة الا من دفئ حضن امي السعدية فسلام عليك يوم ولدت ، ويوم تبعثين حية.
"مدام بصري " هي الآن وبعد ما اعياها الزمن وانهكها المرض ، حيث نال من حبالها الصوتية بحيث لم تعد تقوى على النطق أو الكلام كضريبة لانبل مهنة على وجه التاريخ - مهنة القرطاس والقلم - تحتاج دعوات كل تلامذتها ومحبيها بالشفاء العاجل ، انه بالاجابة جدير وعلى ذلك قدير ، نعم المولى ونعم النصير.
لا تعليقات في " "مدام بصري" ايقونة من الزمن الجميل "