الأستاذة الفاضلة مليكة كب (كابي)، في رد باذخ على الكلمات العطرة في حق المرحوم ذ/ أحمد كب
الاستاذة الفاضلة : مليكة كب
في سياق ردود الافعال التي اثارها موضوعك حول الاستاذ احمد كب ، يشرفني ان اتوجه اليك اخي عبد الكريم التابي بالشكر والتقدير اصالة عن نفسي ونيابة عن اولاده وحفدته للتفضل بنشر سيرة والدي المشمول بعفو الله الاستاذ احمد كب ، ولكل المتدخلين الذين تفاعلوا ايجابا مع هذا الموضوع . شهادة حية صادقة تدل على نبل اخلاقك وكرم سجاياك وعلى ما تحمله من مشاعر الوفاء والعرفان والتقدير لمربين تتلمذنا على ايديهم وغرسوا فينا اجمل القيم واسمى الخصال الحميدة .
سيرة عطرة لمربي فاضل نذر نفسه ووقته وحياته لتربية النشء ، وكان مثالا مشرفا في التفاني في العمل واداء الرسالة والالتزام بالامانة .
لم يكن يتافف او يضجر من اي ضائقة او عبء او مسؤولية بل كان يواجهها صابرا محتسبا . كانت حياته موزعة بين المدرسة والمكتبة ومسؤولياته الاسرية ، وكان قلبه الكبير ملاذا لكل الاطفال الذين تقاسموا معنا عطفه وحنانه .
لقد رحلت بنا باسلوبك الانيق السلس الجميل لعوالم من طفولتنا وشبابنا ، وانت تنبش في ذاكرة رجالات تركوا بصمتهم في تكوين شخصية اجيال عديدة بمنطقة الرحامنة ، كنت ايضا تنبش في ذاكرتنا الشخصية ، لقد اثرت في نفوسنا شجنا كبيرا وحزنا دفينا وحنينا لوالدنا رحمه الله .
لقد جعلت الماضي حيا من جديد وكانه الامس القريب حينما كنا نعيش في كنف اب عطوف ، رحيم ، سمح ، كريم ، بشوش ، يحمل نفسا تقية ورعة تتحرى مواطن الشبهات وترضى بما قسمه الله لها.
لقد عشنا معه في مملكة ، لم يكن يميزها سوى الكتاب الذي كان يرافقه في ساعات فراغه كان شديد التعلق بكتبه وكان يتقاسم راتبه المتواضع بيننا وبين دور النشر ، حيث حرص على تاثيث خزانته باهم المصادر والمراجع في الفقه واللغة والتفسير والادب ، في هذه المملكة ترعرعنا جميعا ونحن نقتدي خطى والدنا في عشق الكتاب وكنا نحس باننا نعيش في عالم رحب لاحدود له .
كان دائما يغمرنا احساس بالثراء ، كنا اثرياء بما تعلمناه وبما تربينا عليه من قناعة ورضا وحب الاخر ، وترسخ هذا الاحساس في نفسي اكثر حينما كان جميع الناس وبدون استثناء يلهجون بالحمد والثناء والترحم على والدي كلما تعرفوا علي او اثيرت سيرته .
كان والدي احد رجالات الزمن الجميل ، ولم يكن وحده من كان له الفضل في تكوين وتربية اجيال عديدة بل كان امثاله كثيرون. ولا شك ان كل واحد منا يذكر اسماء معينة من رجال ونساء اسرة التربية والتعليم ، كانت لهم بصمة خاصة اثرت ايجابا في مسارهم الدراسي وفي مسار حياتهم بصفة عامة رجال ونساء يصدق فيهم قوله تعالى : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا صدق الله العظيم " سورة الاحزاب الاية 23
لا تعليقات في " الأستاذة الفاضلة مليكة كب (كابي)، في رد باذخ على الكلمات العطرة في حق المرحوم ذ/ أحمد كب "