شريط الاخبار

قائمة

قصة "الطفل الغريق" بواد أم ربيع إقليم الرحامنة

 

 



في هذا المكان وبهذا الواد كان صوت واحد و نداء واحد وكلمة واحدة توحد القبيلة والقادمين إليها . "خاصنا نلقاو ايوب"

هي حكاية عند روايتها وسرد أحداثها يخيل لك وكأنها حكاية الطفل "ريان" تروى في سياق آخر في مكان آخر

بتاريخ 22/06/2024 وساعة كانت آنذاك تشير إلى الحادية عشر صباحا . وقعت حادثة مأساوية رحل ضحيتها الطفل " أيوب " مات غرقا في واد أم الربيع وبظبط دوار يسمى "الكرع" اقليم الرحامنة. 

وبما أننا في عطلة العيد كان الجو يسود فيه الفرح والسرور وشغف الأطفال لتلبية طلب أولياء امورهم من أجل أخدهم إلى الواد والإستمتاع باللعب والسباحة في جنباته التي لا تشكل خطرا عليهم . 

فجأة إختفى ايوب وابتبدأ البحث ساري المفعول دون إخبار أحد وكأنه يلعب بجوار مكان جلوس أهله .مرت من زمن البحث عما يقارب ساعة ولم يظهر له أثر . حينها بدأ الصياح و البكاء ، انتشر خبر الإختفاء في جنبات الواد ليبدء البحث الموحد داخل الأعشاب المتواجدة هنا و هناك بين أشجار الزيتون وأعمدة القصب وشجر التين لكن دون جدوى .

حينها انقسمت القبيلة إلى مجموعتين ، الرجال داخل الواد و النساء في جنبات الواد يكملن البحث دون يأس وفقذان للأمل . وإعلام رجال السلطة و بعض من دوي الخبرة المتواجدين في الدواوير المجاورة ." ولاد عيسى "

رغم أن الكل رشح فرضية الغرق لأن الواد كان في شكله غير العادي والمألوف . كما هو معروف يتم حبس الماء في السد الذي ينبثق منه هذا الواد الذي بين الحين والحين يتم إطلاقه ويبدء الماء في تدفق سريع يحصد الأخضر و اليابس ويملأ جنبات الواد التي تكن في حالاته الطبيعية محطة الجلوس ولعب الأطفال .

استمر البحث لساعات طوال وأبناء القبيلة داخل الواد الذي يشكل خطرا ملموسا عليهم . أسدل الليل ستاره دون الوصول إلى الهدف . بدأ الناس في المغاذرة مرغمين بداعي الوقت وإشكالية الظلام أولا ، لأن المكان معتم والطريق غير معبدة .

نعم توقف البحث ولم يتوقف التفكير في كيفية الوصول إلى الطفل ايوب . 

ولكم أن تتصوروا كمية الألم واحتراق قلب والديه في انتظار العثور عليه .

لم ينم أحدا في تلك ليلة . الكل في القبيلة ينتظر ظهور الخيط الأبيض قبل بزوغ الشمس . نعم مشكورين أبناء القبيلة على توحدهم و دعمهم اللامشروط في محنتهم . هي ضربة موجعة عامة وليست خاصة .

ابتدء البحث مبكرا وبدأ الناس في الإلتحاق إلى عين المكان. توقف الواد على تدفقه وعاد الى حالته العادية وكانت الساعة أنذاك تشير إلى ثامنة صباحا من يوم الأحد . 

فجأة سمع صوت منادي قريب " تعالو ها هو أيوب هنا " الكل يركض بغير شعور . حافين القدمين ، مبتلين الثياب ، متصبيين عرقا ، عطشا وجوعا ، الحالة يرثى لها نتيجة الصدمة . في ظل توفر المأكل والمشرب الذي أعده محسنوا القرية لكن من سيحلى له ذلك و أيوب مفقوذ . كما عبر أحدهم عن ذلك بقوله "مين غادي يدوز " 

اجتمع الناس حوله فوجدوه قد فارق الحياة ليتم انتشاله من طرف الشجعان والأبطال نعم بكل ما تحمل الصفات من معاني لأنهم عبروا عن تراحمهم و احتارمهم لبعضهم وتوحيد كلمتهم . والذين هم بدورهم سلموه لرجال الوقاية والدرك لاستكمال البحث وإرجاعه لأهله لكي يوارى مثواه الأخير في آخر النهار .

صدق من قال "ماتعرف لي يبغيك حتا كتجي فيك " 

رحم الله ايوب ورزق اهل القرية الصبر والسلوان في فقذانه .

شارك :

لا تعليقات في " قصة "الطفل الغريق" بواد أم ربيع إقليم الرحامنة "

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM