"اللغة العربية واللهجة الحسانية: الاصول والتعالق والامتداد " موضوع ندوة علمية بجوهرةالصحراء الداخلة .
بجوهرة الصحراء المغربية ، مدينة الداخلة العامرة ، اقيمت على امتداد يومين من الشهر الجاري بقاعة المؤتمرات بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير و ندوة علمية رصينة اختير بعناية فائقة عنوانا بارزا موسوما ب : " اللغة العربية واللهجة الحسانية: الاصول والتعالق والامتداد " وهي ندوة فريدة ومتفردة بشراكة بين منظمة العالم الاسلامي للتربية والعلوم والثقافة ومركز القاضي عياض للعلوم والدراسات القانونية برئاسة الدكتورة وردة البرطيع، وبتعاون مع مركز الصحراء . وقد شكل موضوع اللقاء العلمي فرصة للتناول والتداول موضوع تعالق اللغة العربية واللهجة الحسانية .
حيث تختلف اللغة العربية عن غيرها من اللغات في علاقتها بلهجات ناطقيها، فاللاتينية مثاً هي اللغة التي انبثقت منها لجهات صارت في ما بعد لغات مهذبة المفردات والتراكيب، من مثل الفرنسية والإسبانية والإيطالية، والحال تنقلب في علاقة اللغة العربية بلهجاتها، إذ تصير العربية ابنة اللهجات لا أمها، وذلك أن اللغة العربية تشكلت من روايات لغوية عدة تنتمي إلى أصول قبلية ومجالات جغرافية ممتدة.
مثلت النسيج الصوتي والمعجمي والتركيبي للغة العربية المعيارية.
واللهجة الحسانية من أهم نماذج التفاعل اللهجي اللغوي بين العربية واللهجات المنتمية إليها، إذ تزخر اللهجة الحسانية
بخصائص معجمية وأسلوبية تعبر عن أصالة فريدة من نوعها في ما يتعلق بالتجذر في الأوعية اللغوية والثقافية
والفكرية والذهنية الممثلة للسان العربي الأصيل بمختلف مستوياته.
ويفضي الغوص في اللهجة الحسانية وحاضناتها اللغوية والثقافية والفنية، إلى أن هذه اللهجة فسيفساء من اللغات
واللهجات والروايات العربية القديمة، فنجد الناطقين بالحسانية مثاً ينحون أكثر من نحو في نطق حرف الهمزة، فتارة بالتسهيل
على مذهب الحجازيين، وطورًا بالعنعنة على مذهب قيس وتميم، مما يجعل اللهجة الحسانية توازي اللغة العربية في
قدرتها على احتضان أكثر من قبيلة وأكثر من مجال في وعائها اللغوي.
ثم إن البحث في الأبنية الصرفية والصيغ النحوية للهجة الحسانية، يخلص بنا إلى أنها مطردة غالبًا، مما يجعلنا نقول إن
الحسانية تقف في منزلة بين المنزلتين، أي بين اللغة واللهجة، أو لنقل إن الحسانية تتهذَّب قواعدها حتى تصير لغة، ثم تنخرم
تلك القواعد حتى تتحول إلى لهجة محكية.
واللغة العربية عند الحد المعجمي والتركيبي، وإنما يتجاوزه إلى ما هو ثقافي وفكري وذهني، فاللهجة الحسانية
وثيقة حية قادرة على الإمداد بالأصول اللغوية العربية القديمة، والكشف عن كثير من التعبيرات الفنية والثقافية من
قبيل الشعر والحكايات والأمثال والألغاز والأهازيج، وغيرها من التعبيرات الشفهية ا لشعبية.
وتمثل اللهجة الحسانية أيضًا رحلة تستحق التتبع والبحث والدراسة، فهي لهجة هاجرت من الجزيرة العربية، وحطت
رحالها في البلدان الإفريقية والأندلس، مما يجعل اللهجة الحسانية بتعبيراتها الثقافية موردًا مهمًّا لفهم التطور الذي طال جانبًا
مهمًّا من الثقافة العربية، والوقوف على التشكل التاريخي لها، واستلهام قدرة اللهجة الحسانية على التثاقف والتلاقح
الحضاري بين أكثر من قارة وأمة وعرق وثقافة وحضارة، مما جعل الحسانية نموذجًا يُحتذى به في باب التعايش وقبول
الآخر، والانصهار في القوالب الإنسانية الرحبة التي تنبذ الأحادية والتعصب والكراهية وإقصاء الآخر، في سبيل تحقيق
مبادئ الأخوة الإنسانية والعيش المشترك والسلم والسام والأمن والأمان. وللإشارة فان برنامج على امتداد يومين كان حافلا بالعديد من المداخلات الوازنة والانشطة المتنوعة على الشكل التالي :
اليوم الأول
مدير الجلسة :د. رحال البرطيع،
باحث في البلاغة وتحليل الخطاب، جامعة القاضي عياض،
مراكش
•آيات بينات من الذكر الحكيم.
•النشيد الوطني للمملكة المغربية.
•كلمة سعادة السيد محمد سالم حمية،
رئيس المجلس الإقليمي لوادي الذهب.
•كلمة سعادة الأستاذ الدكتور عزيز سير،
مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، الداخلة.
•كلمة سعادة الأستاذ الدكتور مجدي حاج إبراهيم،
رئيس مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها.
•كلمة سعادة الأستاذ الدكتور محمد عالي الجماني ،
رئيس مركز الصحراء للدراسات الإنسانية والاجتماعية.
•كلمة سعادة الدكتورة وردة البرطيع،
رئيسة مركز القاضي عياض للعلوم الإنسانية والدراسات القانونية.
10:00 - 11:00 : الجلسة الافتتاحية
مدير الجلسة: د. أحمد قادم، عميد كلية اللغة العربية، جامعة القاضي عياض، مراكش
11:30 - 14:00 : الجلسة الأولى اليوم الأول
0 16:0 - 17:00 : زيارة الوفد المشارك في الندوة بعض القنصليات
في مدينة الداخلة.
14:30 - 15:30 استراحة الغداء
المقرر:
•الباحث عبد الجليل خلفاوي،
كلية اللغة العربية جامعة القاضي عياض مراكش.
•الباحث محمد لبيهي،المجال والقيم البدوية في الحسانية: دراسة وصفية تحليلية للمعرفة الجغرافية والقيم البدوية في اللهجة الحسانيةجامعة محمد الخامس، الرباط.
المجال والقيم البدوية في الحسانية: دراسة وصفية تحليلية للمعرفة الجغرافية
والقيم البدوية في اللهجة الحسانية
•د. متوهة بوليها، عضو رابطة كاتبات المغرب، باحثة في التاريخ والآثار والتراث.
اللهجة الحسانية والامتدادات الأمازيغية والإفريقية
•أ. لحبيب عيديد، عضو اتحاد كتاب المغرب، باحث في التراث الثقافي الحساني.
الشعر الشعبي الحساني: المرجعيات الثقافية والجمالية العربية
•د. محمد مولود الأحمدي، باحث في الثقافة الحسانية
الملامح التربوية لإدماج الثقافة الحسانية في المقررات الدراسية
مدير الجلسة:
مناقشة
اليوم الثاني:
10:00 - 12:00 الجلسة العلمية الثانية
مدير الجلسة: د. أدهم محمد علي حموية، خبير في مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها.
المقرر: الطالبة وصال عبسلامي،
كلية العلوم القانونية والاجتماعية، جامعة القاضي عياض، مراكش.
•أ. د. حسن لشكر، جامعة ابن طفيل، القنيطرة.
تقاطع اللغة العربية والحسانية في السرد
•أ. د. وردة البرطيع، كلية اللغة العربية، جامعة القاضي عياض، مراكش.
الثقافة الحسانية: الأصول والامتداد
•أ. د. فاطمة السلامي، كلية اللغة العربية، جامعة القاضي عياض، مراكش.
النوعات العربية وبناء نظرية كلية للمعرفة: نماذج من النوعة المعيار والنوعة
الحسانية
•د. عثمان سيلوم، باحث في القانون، جامعة القاضي عياض، مراكش.
محاولة تأسيسية للدرس الحساني: المرجعيات والتقنيات .
. زينب لفتاحي، باحثة، جامعة ابن طفيل، القنيطرة.
صورة المرأة في المخيال الشعبي الحساني من خلال الأمثال: مقاربة لغياتية
•د. شهيد عبد الفتاح، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال.
التراث اللامادي ورهان التنمية: التراث الحساني في الصحراء المغربية أنموذجِا
12:00 - 14:00 الجلسة الختامية
مناقشة
قراءة التوصيات:
•أ. د. سعيد العوادي،
نائب عميد كلية اللغة العربية جامعة القاضي عياض مراكش.
توقيع كتاب الندوة:
•أ. د. مجدي حاج إبراهيم،
رئيس مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها.
رفع برقية الطاعة والولاء إلى السدة العالية بالله:
•أ. د. وردة البرطيع،
رئيسة مركز القاضي عياض للعلوم الإنسانية والدراسات القانونية.
توزيع الشواهد
14:00 - 15:00 : زيارة الوفد المشارك في الندوة معرض الموروث الثقافي
الحساني في مدينة الداخلة.
لا تعليقات في " "اللغة العربية واللهجة الحسانية: الاصول والتعالق والامتداد " موضوع ندوة علمية بجوهرةالصحراء الداخلة . "